بسم الله الرحمن الرحيم
ثم/
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقطع من قصة "حيث كنت" التي تصدر قريبا بإذن الله ضمن مجموعة قصصية
مع نخبة من الكتاب اللامعين في سماء الكتابة
"حيث كنت"
بقلم / ندى التميمي
الناشر/ دار النخبة للتوزيع والنشر
الكتاب بعنوان "ترانيم ضلّتْ الطريق"
المقطـــــع:
أسرعت في الاستيقاظ..تناولت فطوري،وغيرت ملابسي على عجالة من أمري..فقد عزمت على تنفيذ مخططي..
في الطريق نسمة هواء تلقيتها..من أي خريف موبوء حلت؟؟ ما هذه السنة التي لا تكاد تبين فصولها من شهورها..
ثم..ها أنا ذا أمام المكتبة ..ومن فوقها تلك اللافتة "دار الحكمة" ...كانت اللافتة غير متساوية الأطراف..غير متجانسة الألوان..
يخال للمرء أنها ستسقط عليه من اهترائها..
دلفت إلى المكتبة..هاهو الشيخ يجلس مكانه وينقر المكتب بإصبعه "تك..تك.....تك..تك" وكأته لم يحرك ساكنا منذ آخر لقاء لي معه..
لم يتغير شيء هنا..رائحة الرطوبة اللزجة..الأدراج المهترئة..الكتب البالية..وهذا الشيخ بمعطفه الأسود..
فكرت في أنه لا بد لي من أن أفهم هذا الرجل حتى يسهل علي التعامل معه..
وإذا كنت أبحث عن حل للأحجية..فتلك الكتب وهذا المكان سينطق بالكثير..
ألقيت نظرة خاطفة على الكتب..وأخرى على المكان..عجبا!! تلك الكتب بلغة أخرى لا أجيد قراءتها..
ولا حتى التعرف عليها ..إلا أنها بالتأكيد لغة غير معاصرة..فهي أقرب للرموز منها إلى لغة..وهذا ما ظننته حينها
أمسكت إحداها..وكانت صورة الغلاف تدل على انه يحكي تاريخا ..
تقدمت من هذا الشيخ للاستفسار من جهة ولمحاولة خلق حوار من جهة أخرى
لكن هذا الشيخ قد ولج إلى عقلي وقرأ أفكاري..فدار الحوار كما لم اشته..
حينها أعلنتها صريحة"أود العمل معك" فتلقيت الصاعقة من فوه الشيخ "إنك لن تستطيع معي صبرا..وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا"
اشتدت بي الحيرة وانطلقت في نفسي جمرة من حسرة..لو أجد تفسيرا منطقيا لما يقول هذا الرجل..درت برأسي لأجادله فلم أجده..
لحظة واحدة لم يرَ بعدها الشيخ العجوز..
شيء ما يخنقني..وكأنه موجه إلي يقول في صمت "اخرس" انتهى ذلك.
*** *** ***
كان ليلي غريبا..وكان الظلام قد رمى نفسه حولنا بعشوائية
فظهر وكأنه لوحة سريالية مرسومة بعناية ودقة..البرد حاد..كما أن صدري يضيق وتنزل عليه كتمة....
الضيق والحيرة يثقلان نفسي من أمر ذلك الشيخ..
أهكذا يداعبني القدر فيرميني في عالم آخر وفي حياة أخرى..
لقد سلمت نفسي إلى موج القدر،كان يرتفع بي حينا وبينما أنا في قمة الشعور بالأمان إذ به ينخفض بي فجأة..
حتى إذا ما جحظت عيناي وشرق مني الحلق صحت من الأعماق....
أيـــن أنــــأ؟؟ ماذا أفعل هنا؟؟
فيأتيني جواب القدر يرشق بي سهما آخر ولا أدري من أي القبليين هو..أهو من قبيل الكوابيس المرئية
أم الحقائق المروعة...هكذا كنت أفكر حين أشعر بالضعف وأتجرد من الإيمان..وبدلا من أن اقترب من الإجابة...أجدني ابتعد أكثر..
ازداد الليل غرابة..والبرد احتدادا..وأنا لا أبحث عن الغرابة..لذا سأنهي هذا اليوم المعقد...
لعل النوم يبسط الأمور لعقلي ..ويلهمني سكينة ما كنت ألقاها..
*** *** ***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق